Breaking News

تاريخ الجزائر الحديث

1 – الفتح العثماني للجزائر ( أبعاده و خلفياته ) 
2 – إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية 
3 – فترة حكم البيلربايات ( 1518 – 1587 م ) 
4 – خصائص عهد البيلربايات ( إداريا ، عمرانيا ، اقتصاديا ) .
5 – عهد الباشاوات ( 1587 – 1659 م ) 
6 – خصائص عهد الباشاوات ( إداريا ، اجتماعيا ) 
7 – عهد الآغاوات ( 1659 – 1671 م ) 
8 – خصائص و مميزات عهد الآغاوات 
9 – عهد الدايات ( 1671 – 1830 م ) 
10 – خصائصه و مميزاته 
11 – استقلال الجزائر عن الدولة العثمانية و علاقاتها بجيرانها .
12 – مواجهة الوجود الاسباني في وهران 
13 – مكانة الجزائر الدولية 
14 – الحملات الأوربية على الجزائر ( حملة أوريلي ، جون أنطونيو ، حملة اللورد اسكموث )
15 – العلاقات الجزائرية الفرنسية ( الأزمة الجزائرية الفرنسية ) 
16 – مشكلة الديون و دور اليهود فيها 
17 – الحملة الفرنسية على الجزائر ( تحضيرها ، سيرها ) 
18 – المواقف الدولية من الاحتلال الفرنسي للجزائر .

قائمة المصادر بالعربية :
1 – المرآة ( حمدان بن عثمان خوجة ) .
2 – تاريخ الدولة العثمانية العلية ( حليم إبراهيم بك ) 
3 –مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار ، نقيب أشراف الجزائر ، تحقيق أحمد توفيق المدني 
4 – مذكرات قنصل أمريكا في الجزائر ( وليام شال ) ، ترجمة إسماعيل العربي .
5 – الجزائر و أوربا ( جون وولف ) تعريب أبو القاسم سعد الله 
قائمة المراجع العربية :
1 – دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر ، ناصر الدين سعيدوني 
2 – محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث ، أبو القاسم سعد الله 
3 – تاريخ الجزائر الثقافي ، أبو القاسم سعد الله .
4 – الجزائر في التاريخ ( العهد العثماني ) ، مهدي بوعبدلي و ناصر الدين سعيدوني 
5 – وهران عبر التاريخ ، يحي بوعزيز .
6 – المراسلات الجزائرية الأسبانية في أرشيف مدريد ، بوعزيز 
7 – علاقات الجزائر الخارجية مع دول و مماليك أوربا ( 1500 – 1870 م ) ، يحي بوعزيز .
8 – العالم العربي الحديث و المعاصر ، جلال يحي .
9 – المغرب عبر التاريخ ، إبراهيم حركات .
10 – الأتراك العثمانيون في شمال إفريقيا ، عزيز سامح تير 
11 – دراسات في المقاومة و الاستعمار ، جمال قنان .
12 – العلاقات الفرنسية الجزائرية ، جمال قنان 
قائمة المصادر الأجنبية :
1 – Alger au 18em siècle , venture de paradis
2 – Histoire des dernier Bey de Constantine 
3 – Histoire D'Alger sous la domination turc , degramond
4 – Histoire de la conquête d'Alger , Alfred netman
5 – La mideteranee et le monde mideterannien , Fernand brodele
6 – Les captifs algériens et l'Europe chrétien , Moulay belahmissi

الفتح العثماني للجزائر
الغزو الاسباني لسواحل الجزائر : 
كان لضعف دولة بني زيان تأثير سيئ على الوضع العام في الجزائر حيث انقسمت هذه الدولة إلى دويلات و إمارات متقاتلة فيما بينها منها : 
- الإمارة الحفصية في قسنطينة 
- إمارة جبل كوكو في بلاد القبائل
- إمارة بني جلاب بتقرت و وادي ريغ 
- إمارة الثعالبة بجزائر بني مزغنة و متيجة 
- إمارة دواودة بالحضنة و منطقة الزاب .. إلخ 
- هذا التفكك دفع الأسبان و شجعهم على القيام بغزو الموانيء و السواحل الساحلية للجزائر حيث مهد للأسبان لذلك بحركة جوسسة واسعة ، إذ كلف الكاردينال كازيميناسشخصا يسمى ( لوراندو باديا ) بمهمة التجسس في مملكة تلمسان الزيانية و ذهب متنكرا في زي تاجر مسلم بصحبة التاجر البندقي ( جيرونيمو فينال ) و بقيا قرابة السنة في جمع المعلومات و رسم خريطة تضم المدن الجزائرية و أهم الموانيء ، و بعد إنجاز هذه المهمة قدما هذه الوثائق للملك الاسباني و كافأهم مكافأة كبيرة 
- انطلاقا من هذه الوثائق و المعلومات المهمة جهّز الملك الاسباني فرديناند حملة عسكرية اسند قيادتها إلى(دون دييغو فرنانديز ) و ذلك في سبتمبر عام 1505 م .
ُكلفت هذه الحملة بالهجوم على المرسى الكبير الذي كان يستقر به عدد كبير من مسلمي الأندلس المطرودين ، فهجم ( دون دييغو ) في 09 سبتمبر 1505 م على المرسى الكبير و ارتكب الأسبان مجازر دامية ضد المسلمين و أبلى سكانها مقاومة كبيرة و استمرت المعارك أياما إلى غاية سقوطها في أيدي الأسبان .
- كرر الأسبان محاولة ثانية فجهّزوا حملة جديدة خرجت من قرطاجنة بإسبانيا يوم 16 ماي 1509 بقيادة الكاردينال كازيميناس ، و وصلت هذه الحملة إلى وهران يوم 19 ماي 1509 و فرضت حصار على سواحل المدينة و نتيجة خيانة بعض الضعفاء و بعض اليهود سقط المرسى الكبير في أيدي الأسبان و أصبحت حدود وهران و المرسى الكبير تحت الهيمنة الاسبانية ، بعد هذا النجاح عيّن الأسبان أحد القراصنة المسمى ( بيدروا نافاروا ) حاكما عاما على المرسى الكبير و مملكة بني زيان بتلمسان التي استسلمت لاحقا .
- لم يكتفي الأسبان بالمرسى الكبير و بتلمسان بل أخذوا يتحرشون بمدن أخرى مثل مدينة بجاية التي كانت خاضعة لأمير حفصي تابع لإمارة قسنطينة الحفصية يسمى عبد الرحمان الحفصي و الذي كان ينافسه أخوه عبد الله في الحكم .
فشنّ الأسبان حملة كبيرة يوم 05 جانفي 1510 م و احتلوها بعد أن فتكوا بأهلها و دروا الكثير من الآثار و المعالم الإسلامية ، و لم تتوقف حملاتهم عند هذا الحد فاتجهوا شرقا و احتلوا مدينة عنابة و القالة في 1510م و توجه الأسبان نحو السواحل التونسية لإسقاط بعض مدنها ، لكن السلطان الحفصي قدم للأسبان ضرائب و أتاوات عنوانا للخضوع و الاستسلام .
- بعد هذه الحملات المتتابعة من وهران و المرسى الكبير و بجاية و عنابه و القالة و خضوع أغلبها للهيمنة الاسبانية توجس سكان مدينة الجزائر من الخطر القادم و خافوا من مهاجمة الأسبان لمدينتهم بين حين و آخر فوجّه سكان مدينة الجزائر وفدا من الأعيان إلى بيدروا نافاروا الذي تعهد ( الوفد ) بإطلاق سراح الأسرى و دفع ضريبة مالية للحامية الاسبانية الموجودة ببجاية ، مقابل ألا يتعرض الأسبان لمدينة الجزائر ، بل أكثر من ذلك توجه وفد من الجزائر إلى مدريد عام 1511 م و تنازل عن الجزر الساحلية الشرقية المقابلة لمدينة الجزائر ليقيموا عليها حصونهم و مراكزهم ، أسس الأسبان بإحدى الجزائر حصنا كبيرا يسمى صخرة الجزائر ، كل ذلك التنازل مقابل ألا يتعرض الأسبان بهجوماتهم لمدينة الجزائر .
- أمام تنامي خطر القوة الاسبانية على السواحل الجزائرية أرادت بعض المدن الجزائرية أن تشتري السلم و الأمان من الأسطول الأسباني حيث قدّم سكان مستغانم و تنس فروض الطاعة و الولاء للأسبان بوهران .
أمام هذا الوضع أصبحت أهم المدن الساحلية الجزائرية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تحت هيمنة الأسبان .
بروز الإخوة بربروس :
ينتمي الأتراك إلى القبائل الأولى التركمانية التي اتخذت من الغزو أسلوبا لها ، تعتبر أواسط آسيا هي موطنهم الأصلي ( أذربيجان ) ، اتجهوا غربا إلى شبه جزيرة آسيا الصغرى( الأناضول ) ، استقروا بها و كونوا نواة دولـتـهم بـها في نهاية القرن 13 م ( 1288 م ) على حساب أراضي الدولة البيزنطية ، و من هناك عبروا بحر مرمرة و مضيق البوسفور و الدردنيل ، رمى الأتراك بكل ثقلهم في شرق أوربا و أطاحوا بعاصمة الدولة البيزنطية و سقطت على أيديهم القسطنطينية عام 1453 م في عهد السلطان محمد الثاني ( الفاتح ) ، و اتخذها العثمانيون عاصمة لهم ، ثم أخذوا يوسعون حدود دولتهم في كل الاتجاهات .

امتلك العثمانيون أساطيل بحرية تجوب مختلف البحار و امتاز البحارة الأتراك بالشجاعة و القوة و كان من بين هؤلاء البحارة الذين جابوا عرض البحر المتوسط الإخوة بربروس ( عروج و خير الدين – خسرف - و إسحاق ) ، كان أبوهم يدعى يعقوب بن يوسف الفخارجي امتهن التجارة على سواحل اليونان و زيادة على أبنائه الثلاث كان له ولد يسمى محمد إلياس .
- ولد أشهر الإخوة بربروس (عروج ) حوالي 1473 م بجزيرة مادلي و خير الدين في العام الموالي ، كانا يبيعان الفخار لأبيهم في سواحل تونس و الجزائر ، و في إحدى المرات وقع عروج أسيرا و بيع عبدا بجزيرة رودس ، و في أثناء توجهه إلى مصر كمجدف في سفينة تحمل أسرى مسلمين و جرى إفتدائهم بالمال ، بعد ذلك فرّ عروج من ذلك المركب و تعرّف على شخص يدعى علي بوراس في الاسكندرية ، اشتغل معه في بيع و نقل الأخشاب بواسطة السفن ينقلونها من ميناء إلى آخر ، و في إحدى المرات اعترض طريقهم قراصنة جنويون و أحرقوا سفينتهم و لم يبقى له سوى العودة إلى الأناضول و تحديدا ( أداليا ) ، تعرّف هناك بالأمير قرقود شقيق سلطان الدولة العثمانية السلطان سليم الأول فأكرمه و جهّز له سفينة للجهاد في البحر الأبيض المتوسط ضد القراصنة المسيحيين الذين كانوا يعترضون كل السفن بما فيها سفن الحجيج ، ساقته الظروف إلى جزيرة جربة جنوب تونس عام 1504 م ، لحق به أخواه خير الدين و إسحاق و أصبحت لهم مجموعة من السفن و بنوا العديد من المستودعات هناك ، اتفق الجميع مع الأمير الحفصي ( أبي عبد الله محمد علي ) بأن يجعل جربة مركزا لأسطولهم و يفتح أمامهم الموانئ التونسية عند الضرورة مقابل الخُمس ( 1/5 ) من غنائم البحر ، فأخذوا يجاهدون ضد القراصنة المسيحيين ابتداء من 1506 و خاصة البرتغال و الأسبان . و لما كانت جزيرة جربة بعيدة عن ميدان الجهاد في غرب المتوسط نتيجة كثرة هجمات الأسبان طلبوا من الأمير تغيير مركزهم نحو شمال تونس إلى حلق الواد .
- ابتداء من عام 1512 م سطع نجم الإخوة الأتراك و أصبح الناس يسمعون عن انتصاراتهم على الأسبان و في شواطئ الأندلس .
- كما اتصل بهم علماء و أعيان بجاية و حتى أمير قسنطينة أبو بكر الحفصي و استصرخوهم للنجدة و طرد الأسبان من بجاية و سواحلها ، فلبى الإخوة بربروس رغبتهم ، و اتجهوا نحو بجاية ، لكنهم فشلوا في حملتهم هذه بسبب تحصينات الأسبان ، و أثناء هذا الهجوم جُرح عروج و استعصى جرحه مما أضطر القائمين عليه بقطع ذراعه .
- أَثََـر هذا الانهزام على عروج و أدرك أيضا أن تمركزه في شواطئ تونس ( حلق الواد ) كان بعيدا عن ساحة المعركة لذلك قرر مساعدوه ضرورة البحث عن موقع آخر يساعدهم في إدارة المعارك على أن يكون هذا الموقع المختار في السواحل الجزائرية و قريبا من مدينة بجاية التي أحكم الأسبان قبضتهم عليها ، و كان من بين المواقع المقترحةمنطقة جيجل ، كأحسن موقع قريب من بجاية و ذلك بسبب صعوبة التضاريس و التحصينات الطبيعية ، و معرفة بعض الأتراك بهذه المدينة .
- و في هذه الأثناء كانت مدينة جيجل تحت سيطرة قراصنة جنويين ، و لما علم أهالي مدينة جيجل بالأخوة بربروس و مكانتهم بعثوا لهم بريدا يحمل في محتواه الاستنجاد لطرد القراصنة من مدينة جيجل فلبى عروج و خير الدين طلب أهالي جيجل و قدما على رأس قوة بحرية تجاوزت 500 بحار و نجحوا في طرد قراصنة جنوة سنة 1514 و أصبحت بذلك جيجل تحت نفوذ عروج و خير الدين ، و أمام هذا الانتصار تحققت رغبة عروج في الاقتراب من شواطئ الجزائر و تم بذلك نقل مركز قيادتهم العسكرية من حلق الوادبسواحل تونس إلى جيجل على السواحل الجزائرية و أصبحت بذلك بجاية المستعصية على مرمى حجر من قواتهم .

استرجاع بجاية :
بعدما استقر عروج و خير الدين في مدينة جيجل و أسسا بها قاعدة بحرية كانت لا تزال مظاهر الاضطهاد تنقل عبر الأخبار و الروايات و كانت القشتالة ( سكان شبه جزيرة أيبيريا ) يلاحقون في عرض البحر المتوسط الأسر الفارّة من الأندلس نتيجة محاكم التفتيش الني نصبت هناك ، لذلك عمل الإخوة بربروس على مساعدة الموريسكيين و نقل أسرهم و عتادهم من شواطئ إسبانيا نحو شواطئ شمال إفريقيا ( المغرب ، الجزائر ، تونس ، طرابلس الغرب ) ، و لم يكتفي الإخوة بربروس بهذه الأعمال بل هاجموا جزر غرب البحر المتوسط ( جزر البليار ) ، و تم أسر أكثر من ستة آلاف أسير إسباني انتقاما من بطش الأسبان بالأندلسيين .
- نظرا لسلوك و أخلاق و نجاحات عروج ، فقد بايعه سكان مدينة جيجل أميرا عليهم و طلب منه شيوخ القبائل و أمير إمارة جبل كوكو بزعامة أحمد بن القاضي ، و أصبح بذلك عروج يتمتع بسلطة كبيرة و تأييد من سكان و أعيان مدينة جيجل و ضواحيها .
- جهّز عروج حملة عسكرية لاسترجاع بجاية و حاصرها قرابة ثلاثة أشهر و كان ذلك دون فائدة و ذلك في نهاية 1514 م ، و اضطر إلى رفع الحصار لكنه أعاد محاولة جديدة مطلع عام 1515م بواسطة قوة كبيرة ، لكن قلة الذخيرة و نفاذ المخزون الموجود و امتناع الأمير الحفصي بتونس عن تزويده بالذخيرة جعله يتراجع بعدما أسر 300 اسباني .
- لكن إرادة عروج لم تتوقف عند هذا الحد فبعث بأحد مساعديه إلى الباب العالي إمداد بالسلاح و الذخيرة فبعث له من هناك بحوالي 14 سفينة و أكثر من 100 مجدف من المهرة و كمية كبيرة من الأسلحة و الذخيرة و كان ذلك جراء الهدية التي قدمها عروج إلى الباب العالي بعد فتح جيجل .
الانتقال إلى الجزائر : 

تحوّل الحصن الذي أنشأه الأسبان قبالة مدينة الجزائر في 1510 م إلى وكر و مكان للجوسسة و التخريب ، حيث اتخذه الأسبان مركزا لعملياتهم العسكرية لسلب أموال الجزائريين ، و نتيجة هذه الأوضاع المزرية ذهب جمع من سكان مدينة الجزائر إلى مدينة جيجل عام 1516م و شكا هذا الوفد أوضاعه لعروج و بطش الأسبان بسكان مدينة الجزائر فأخذعروج مطلبهم هذا محمل الجد ، لذلك قرر عروج نجدة سكان مدينة الجزائر ، و قدم هذا الوفد راجعا إلى الجزائر في انتظار تلبية مطالبهم .
جهّز عروج قوة عسكرية و قاد أخوه خير الدين حملة ثانية في نفس الاتجاه و التقيا على مشارف مدينة الجزائر و استقبلهما سكان مدينة الجزائر استقبالا كبيرا و شرعا في الحال في قذف الحصن الاسباني بمدافعهما . في تلك الأثناء اتجه عروج إلى شرشال التي كان يحكمها شخص تركي اسمه قارة حسن فقضى عليه و سيطر على المدينة و عاد إلى الجزائر و هناك بايعه السكان أميرا للجهاد .
- بعد مبايعة عروج أميرا للجهاد ، أثار ذلك حفيظة و حقد أعيان و وُجهاء مدينة الجزائر ، و لعل أبرز هؤلاء سالم التومي الذي رأى في تلك المبايعة تراجعا لمكانته و نفوذه و مركزه في مدينة الجزائر ، بل و حتى أتباعه رأوا في ذلك توقيفا لمصالحهم و امتيازاتهم لأن السلطة كانت بأيديهم فحاولوا التآمر ضده و أشاعوا في أوساط الناس أن عروج و إخوانه غرباء و دخلاء و لا يحق لهم أن يحكموا السكان .. لم تجد تلك الدعوى التي أطلقها سالم التومي آذانا صاغية لدى سكان الجزائر ، بل زادوا تمسكا بعروج نظير نجاحاته لذا فكر في حبك مؤامرة ضده و هي محاولة تسميمه ، ففي إحدى المرات قدّم زوج ابنة سالم التومي طعاما لعروج و مجموعة من أتباعه ، و وضعوا له في طعامه سم ( صمغ ) الخشب ( كان يستعمل آنذاك في صناعة السفن و يجلب من مدينة صقلية ) ، لكن عروج تفطن للمؤامرة و قبض على سالم التومي و صهره و اغتاله عروج في منزله ، و في رواية أخرى وسط الحمام .
بعد قضاء عروج على هذه المؤامرة سارع في نسج علاقات اجتماعية في أوساط الجزائريين ، و جمّع أهالي الجزائر في ساحة التوت و خطب وسط تلك الجموع بأنه لا يرغب في أن يكون حاكما جائرا أو ظالما لكل فئات الجزائريين ، و أنه تنازل عن القيادة لصالح من تراه تلك الجموع أهلا لها ، فتعالت الأصوات في تلك الساحة تدعوه للبقاء أميرا للجهاد بديارالجزائر .
اعتبر الأسبان وجود عروج و خير الدين في الجزائر خطرا يهدد وجودهم و مصالحهم ، ليس في الجزائر وحدها بل في شمال إفريقيا لذلك عزم الأسبان على مقاومتهم و طردهم فتحالف الأسبان مع أمير تنس و استمالوا إليهم أتباع سالم التومي المغتال و بعض زعماء القبائل المجاورة ، و وجهوا حملة كبيرة انطلاقا من وهران بقيادة ( دييغو دوفيرا ) ، و صلت الحملة إلى الجزائر أواخر سبتمبر 1916 و نزلت قرب باب الواد ، فتركهم عروج ينزلون في البر و شرع في مناوشتهم لاستنزاف قواتهم ، و اغتنم فرصة تقهقرهم و هبوب رياح قوية ، فزحف بجيشه عليهم و أغرق سفنهم و قتل و اسر الكثير منهم ، فكانت هزيمة كارثية بالنسبة للأسبان ، و إثر ذلك خرج الناس فرحين مبتهجين من ديارهم و ذبحوا الولائم ابتهاجا بعروج و جنوده .
هذا الانتصار على الأسبان دفع سكان المدن المجاورة كالبليدة و المدية و دلس و مليانة و جزء من بلاد القبائل إلى مبايعة عروج أميرا عليهم ، و كانت هذه الحملة الناجحة هي التي فتحت أبواب النجاح لعروج و بداية توسع نفوذه في الجزائر .
و لما كان موقف أمير تنس متعاونا مع الأسبان قرر عروج الانتقام منه و ذهب على رأس قوة كبيرة و اقتحم المدينة في جوان 1517 و قتله و اسر أسرته و طرد الأسبان من تنس ، كما أقدم في هذه الأثناء على تقسيم مملكته الجديدة إلى قسمين : قسم شرقي مركزه دلس يشرف عليه أخوه خير الدين ، و قسم غربي مركزه الجزائر يحكمه بنفسه .
أُعتبر هذا التقسيم بدايات التنظيم الإداري في الجزائر ، لأنه قسم مناطق النفوذ إلى منطقتين ، و كل منطقة لها حاكمها ، و هذا قصد تسهيل التدخلات العسكرية و حماية الحدود ، و وضع المناطق غير الآمنة تحت حراسة الجنود العثمانيين .
تلمسان تستنجد :
بينما كان عروج في مدينة تنس ينظم شؤونها ، قدم إليه وفد من تلمسان يشكوا إليه أوضاعهم المزرية ، و تهديد الأسبان لهم ، بسبب ضعف أمراء بني زيان نظرا لصراعهم على السلطة. في هذه الظروف قام أبو أحمد الثالث بالاستيلاء على العرش بتلمسان بالقوة ، و طرد ابن أخيه أبا زيان الثالث و وضعه في السجن ، و نتيجة هذا الوضع استنجد و طلب التعاون مع الأسبان 
لبّى عروج رغبة الوفد و استخلف أخاه عروج على الجزائر و اتجه إلى تلمسان و في طريقه مر على قلعة بني راشد ( قرب معسكر ) فوضع بها حامية تركية كبيرة بقيادة أخيهإسحاق من أجل حماية مؤخرة الجيش و واصل زحفه إلى تلمسان و استطاع بسهولة التغلب على أبو أحمد الثالث المتآمر مع الأسبان و دخل عروج تلمسان و أطلق سراح أبا زيان الثالث و أجلسه على عرشه من جديد ، لكن هذا السلطان خاف من هيمنة عروج و حاول أن يغتاله ، مما أدى بعروج إلى إلقاء القبض عليه و اغتياله .
أما أبو أحمد الثالث فقد فر إلى وهران لطلب النجدة من الأسبان ، و تعاون الأسبان معه و شنوا حملة كبيرة على قلعة بني راشد و احتلوها و قتلوا صاحبها ( إسحاق في جانفي 1518 ) ، و واصل الأسبان سيرهم نحو تلمسان و فرضوا عليها حصارا كبيرا مما أضطر عروج أن يعتصم بقلعة المشور ثم غادرها ليلا لكن الأسبان تفطنوا لخروجه و تبعوا مسيرته ليلا و اغتالوه في منطقة سهلية بين المالح و زاوية سيدي موسى ، و أخذوا رأسه إلى اسبانيا ( مدريد ) ، و جندت لهذا الغرض فرق جابت معظم المدن الاسبانية زاهية برأس عروج كما أرسلوا جلبابه الذي كان يلبسه إلى كنيسة القديس جيروم .
إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية 
بعد مقتل عروج و إسحاق لم يبقى إلا خير الدين وحيدا، فأصبحت الأخطار تهدده من كل جانب ، ففي الداخل كثر معارضوه و تمرد عليه أحمد بن القاضي أمير إمارة كوكو ، و تمردت عليه مدينة شرشال و تنس و تواطأ ضده بنو زيان في تلمسان ، و ازدادت أطماع الأسبان في ملكه و تقاعس أمير تونس الحفصي على تقديم يد المساعدة لخير الدين ، بل أكثر من ذلك حي لما سمع الأمير الحفصي مقتل عروج عقد مجلس حرب لتوسيع نفوذه داخل الأراضي الجزائرية ، أما أخطار الخارج فكانت واضحة من الأسبان لأنهم كانوا لا يزالون يحتلون مدنا ساحلية ، أمام هذا الوضع قرر خير الدين مغادرة الجزائر ليستأنف الغزو ضد قراصنة البحر ، و ترك الجزار على حالها ، لكن عقلاء و أعيان الجزائر ألحوا عليه بالبقاء . بعد تفكير طويل استغرق أسابيع تفطن خير الدين إلى فكرة سياسية و هي محاولة ربط الجزائر مع الدولة العثمانية حتى تصبح لها حماية الإمبراطورية العثمانية 
هذه الفكرة تدل على حنكة خير الدين و دهائه السياسي لأن الجزائر في هذه الظروف بالذات لا تستطيع أن تحمي نفسها من الزحف الأسباني بينما الدولة العثمانية قادرة على دعم سلطتها و تمدها بالرجال و السلاح .
أمام هذه الفكرة التي استحسنها أعيان مدينة الجزائر و بعد أن شاورهم في الرأي أرسل خير الدين وفدا من أعيان الجزائر إلى الباب العالي في زيارة السلطان سليم الأول ، و لأن السلطان لم يكن موجودا في الأستانة استقبلهم الصدر الأعظم ، بينما السلطان كان لا يزال منتشيا بفتح مصر ، و إثر عودته عُرضت عليه الفكرة فأستحسنها و أرسل إلىخير الدين و عينه بوجوده حاكما للجزائر برتبة بيلرباي ( أمير الأمراء ) و بعث له بحامية انكشارية تعدادها 2000 جندي مزودة بـ 12 مدفع و سفنا محملة بالذخائر ، و أذن له بتجنيد المتطوعين ليساعدوه في الحرب ، و بذلك دخلت الجزائر تحت نفوذ الدولة العثمانية و أصبحت إيالة من إيالاتها ، و أكسبها ذلك حماية و حصانة من التهديدات الخارجية منذ نهاية 1518 – 1519 أصبحت الجزائر جزءا من هذه الإمبراطورية منذ تعيين خير الدين بيلرباي .
- تحالف خير الدين مع قوى إسلامية ( أعيان مدينة الجزائر ) للدفاع عن سلطته و نفوذه ، و توجه وفد جزائري منهم إلى الباب العالي الذي استجاب بتحميله فرمانا ( مرسوم ) بتعيين خير الدين بيلرباي ، و أرسلت له حامية انكشارية و اسلحة و ذخيرة و أذنت له بفتح باب المتطوعين ، و بذلك ( 1518 – 1519 ) أصبحت الجزائر إيالة عثمانية .
رأي في إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية :
- هناك من يقول أن سببه خير الدين لميولاته نحو أصوله و دولته الأم .
– و منهم من يقول أن أعيان الجزائر هم من اقترح ذلك بدليل سفر وفد منهم نحو الاستانة ، لكننا نقف موقفا عادلا بين الرأيين .
عهد البيلربايات 1518 – 1587 :
تم فيه تعيين خير الدين بيلر باي بموجب فرمان أمضاه السلطان ( سليم الأول ) و اتخذ من مدينة الجزائر مركزا لحكمه . كما عيّن خير الدين أحمد بن القاضي حاكم جبل كوكو ( على بعد 18 كلم عن الأربعاء نايت ايراثن ) حاكما على بلاد القبائل و ناحيتها الشرقية .
و قد حيكت ضد خير الدين مؤامرات من قبل الدولة المرينية و كذا الدولة الحفصية ، و حتى الاسبان نظموا حملات عسكرية كبيرة و ضخمة قادها البحار دييغو مونكاد و نزلت الحملة بواد الحراش في أوت 1519 و لكنها منيت بهزيمة كبيرة ، فقد فيها الاسبان معظم قواتهم و أسلحتهم ، و كان من بين أسباب هزيمتهم تأخر إمدادات الزيانيين .
كما كان لهذه الهزيمة تأثير كبير على الوجود الاسباني شمال افريقيا ، كما أن الحفصيين و الزيانيين استعملوا الدسائس ، و استمالوا إليهم ابن القاضي و حاولوا استمالة بعض الأعيان أمثال ابن علي محمد و حاولوا دفعهم للثورة ضد خير الدين .
و بدعم من الحفصيين ثار ابن القاضي في وجه خير الدينو نجح في البداية في أن يلحق هزيمة به و يقطع عليه خط الرجعة إلى الجزائر التي استولى عليها ابن القاضي فاضطر خير الدين أن يتراجع و ينسحب إلى قاعدته البحرية القديمة بجيجل لمدة 6 سنوات ( 1521 – 1527 ) و ظل طيلة هذه الفترة يحارب الاسبان .
- لقد عانى سكان مدينة الجزائر كثيرا من ظلم و جور ابن القاضي خاصة في ميدان جباية الضرائب ، نتيجة لذلك راسلوا خير الدين و استنجدوا به ، و سرعان ما ضعفت سلطة ابن القاضي و تفرق الناس من حوله نتيجة سياساته التعسفية ، ثم ما لبث أن عاد خير الدين للجزائر عام 1527 و استعاد سلطته و نفوذه بل و مدهما إلى جبهات كثيرة وقضى على أعداء الداخل و الخارج ، و أسقط الحصن الاسباني الشهير في 16 ماي 1529 و ردم البحر و شكل رصيف طويل أصبح يشكّل جزءً من ساحل الجزائر . و كان طرد الاسبان نقطة تحول في مدينة الجزائر و شكل صدمة للأسبان لذلك قرروا الانتقام من خير الدين .
خير الدين و الأسبان :
بعد طرد خير الدين للاسبان من الحصن المقابل للجزائر قرروا إعداد و تجهيز حملات عسكرية ضد الجزائر و موانئها ، فأمر الملك الاسباني بتجهيز حملة عسكرية ضد الجزائر و منح أموالا طائلة لأحد أكبر القراصنة ( أندري دوريا – مدينة ميلانو ) الايطالي الأصل الذي كان يتقاضى مبالغ طائلة من كنائس أوربا و بعض الملوك مقابل الأعمال العسكرية .
- نجح أندري دوريا في الدخول لشرشال و ألحق بها خرابا كبيرا و نكّل بأهلها و هدّم بعض المساجد و نهب الأموال ... 
- و أمام زحف خير الدين اضطر الأسبان للتراجع ، و لعب سكان شرشال دورا بوقوفهم إلى جانب خير الدين الذي نجح في طرد ( دوريا ) من شرشال .
- أمام هذا النجاح استدعاه السلطان إلى القسطنطينية عام 1535 و عيّنه وزيرا للحربية و قائدا لأساطيل الجيش العثماني ، و خلف مكانه حسن آغا 

Advertisement

- ظن الأسبان أن رحيل خير الدين سيسهل عليهم احتلال الجزائر فرموا بثقلهم و استنزفوا قواتهم و احتلوا العديد من موانئ تونس ، و في أثناء توجه خير الدين بسفينة ، شارك في الصراع ضدهم و بعد أن تأكدوا من رحيله أعدوا حملة عسكرية استغرق تجهيزها 6 اشهر و أطلق عليها ( ليبارتوا ) و قادها الملك الاسباني شارلوكان ( شارل الخامس ) .
نزلت هذه الحملة بحسين داي يوم 23/10/1541 و رغم تعداد هذه الحملة و كثرة اسلحتها إلا أن تعاون الأهالي و بسالة الفرق الانكشارية تصدت لهجومات هذه الحملة و بقي الاسبان يترقبون إمكانية النزول على الشواطئ عدة ايام إلا أن شجاعة الحاميات العسكرية الجزائرية وقف سدا منيعا أمام هذه الحملة و تعرض الأسبان لهزيمة كبيرة و عادوا خائبين ، و اعتبر هذا بمثابة التجربة الأولى لاختبار قوة البيلرباي الجديد حسن آغا .
- استغل حسن آغا هذا المنصب ليوسع نفوذه و يمد سيطرته بإتجاه العديد من مناطق الجزائر الداخلية فوصلت سيطرته إلى غاية بسكرة و الزيبان .
- بعد أن جزم الاسبان أن الجزائر المحروسة أصبحت مستعصية عليهم حولوا أنظارهم و جهودهم إلى سواحل الجزائر اتلغربية و تحديدا إمارة بني زيان المنهارة بتلمسان ، و أخذوا يتدخلون في شؤونها الداخلية و حاولوا تجنيد أميرها الزياني عبد الله ضد شقيقه أحمد ، و لكن حملتهم التي جهزت بألف مقاتل أُبيدت عن آخرها قرب عين تيموشنت 1543 ، و رغم هزيمتهم عاودا الكرة في العام الموالي 1544 و اقتحموها و نهبوا خزائنها و وضعوا المصاحف في طريق جيادهم و نصبوا فيها حليفهم عبد الله الزياني 
- أمام هذا الموقف المشين للإسلام ثار السكان ضد الأمير عبد الله و طردوه من القصر و طالبوا بعودة أخيه أحمد .
- لم تكن الجزائر محل أطماع اسبانيا وحدها ، بل حاول السعديون احتلال تلمسان و ضم أجزاء من الحدود الغربية تحت سيطرتهم ، حيث أرسل السلطان محمد المهدي السعدي حملة عسكرية من مراكش معظم جنودها من عبيد البخاري ، حيث احتلوا تلمسان مدة من الزمن ، و لكن البيلرباي حسن قاوم هذا الغزو و أعدّ فيالقه العسكرية ، و توجه بهم صوب تلمسان ، فأوقع بهم هزيمة قرب مستغانم و زحف نحو تلمسان و طرد القوات السعدية منها ، و نصّب على عرشها الحسن الزياني سنة 1592 ، و بذلك انضمت تلمسان و ضواحيها إلى حظيرة الدولة الجزائرية الحديثة .
إرساء دعائم الدولة الجزائرية العثمانية :
بعدما أُلحقت تلمسان بنفوذ الدولة الناشئة ، رغم ذلك كان الوضع لا يزال هشا في الغرب الجزائري و تحديدا بتلمسان و وهران ، فكان لبقاء هذه الأماكن بعيدا عن مركز الدولة يعتبر في حد ذاته نقطة ضعف قد تشجع الاسبان على التدخل في هذه المناطق .
- استخلف صالح رايس حسن آغا الذي حكم ما بين 1552 – 1556 ، و هو أحد رفاق خير الدين ، فبعد أن وسع فتوحاته نحو الجنوب و سيطر على تقرت و ورقلة ، جهز حملة عسكرية أخرى كبيرة ضد الأشراف السعديين بفاس ، الذين كانوا متآمرين مع الاسبان ضد الأتراك بالجزائر ، و في طريقه مر بتلمسان و عزل أميرها الحسن الزياني ، نظرا للشبهات التي كانت تحوم حول علاقته الوثيقة بالأسبان و تآمره معهم ، و بتنحية الحسن الزياني انتهت فترة حكم الزيانيين بتلمسان نهائيا ، و ألحقت بقايا هذه الدولة بالسلطة التركية بالجزائر ، و بذلك وضع صالح رايس حد لهذه الدويلة ، و قطع بذلك آمال الاسبان في إمكانية احتلالها .
- و لم يكتفي صالح رايس بهذا فقام بطرد الاسبان من بجاية بعد كر و فر طويل نجح في إعادتها ، و بذلك توسع نفوذ الدولة التركية إلى ما وراء بجاية ، و لكن حلم صالح رايس في استرجاع وهران من أيدي الاسبان تأجل سنوات طويلة و سرعان ما أدركته المنية عام 1556 ، و بذلك فقدت الجزائر أحد حكامها الذين اشتهروا بالدفاع عن وحدة أراضيها .
تأسيس و إنشاء نواة الإدارة العثمانية في الجزائر :
كان للجهود التي بذلها صالح رايس تأثير في مستقبل الجزائر حيث وسع نفوذ السلطة نحو الكثير من المناطق في مختلف الجهات الشرقية و الغربية ، و منذ ذلك الحين بدأت ترتسم معالم الحدود السياسية و مناطق نفوذ الدولة العثمانية ، حيث تجدر الإشارة إلى أن البيلرباي الثاني للجزائر ( حسن آغا ) خلال ولايته للجزائر ( الأولى و الثانية ) سعى لتنظيم الإدارة الجزائرية فقسم الجزائر إلى أربع ( 4 ) مناطق ( بايلك ) 
1 – بايلك الجزائر : مركزه مدينة الجزائر ( دار السلطان ) ، و هو مركز وجود مختلف السلطات و الحاميات العسكرية ، و وجود القناصل الأجانب .
2 – بايلك الشرق : مقره قسنطينة ،و يعتبر من أهم البايلك ، له حدود جغرافية واسعة حتى حدود تونس ، يحكم البايلك باي يعين من دار السلطان .
3 – بايلك التيطري : من أوسع البايلك مساحة ، عاصمته المدية ، و تصل حدوده أحيانا إلى الصحراء .
4 – بايلك الغرب : مركزه مازونة ، ثم تحول لمعسكر ثم وهران بعد تحريرها عام 1792 ، و من أهم البايلك نظرا لموقعه و حدوده المفتوحة مع دويلات المغرب الأقصى .
- منذ ذلك التاريخ بدأت شخصية الجزائر تتضح حدودها ، و أصبح لقادتها و أسطولها دورا في أحداث البحر المتوسط .
فحسن باشا شارك في الحصار ضد جزيرة مالطا ثم أستدعي إلى القسطنطينية مثل أبيه لتولي منصب قيطان البحرية العثمانية ، فخلفه في حكم الجزائر البيلرباي علج علي 1568 – 1571 ، و كان علج علي أحد رفاق خير الدين و كان ضمن القادة الكبار الذين شاركوا و خاضوا المعركة الشهيرة في اليونان ( معركة ليبانتوا ) في البلقان عام 1571 ، و كان الوحيد الذي نجا بأسطوله و أنقذ الكثير من المراكب العثمانية ، مما جعل السلطان يكلفه بإعادة تنظيم الأسطول ، كما اشترك علج علي مع سنان باشا و عرب أحمد في طرد الأسبان من تونس عام 1574 ، و أصبحت بذلك تونس نيابة تركية تابعة للدولة العثمانية .


خصائص و مميزات فترة البيلربايات : 
يتسم عهد البيلربايات و فترة حكمهم بخصائص عديدة يتمثل أهمها في : 
– معظم الحكام الأوائل ( البيلربايات ) من طائفة رياس البحر ، حيث كان أغلبهم من رفاق خير الدين ، و امتهن معظمهم أعمال البحر ، كما أن السلطان العثماني هو الذي يعين أو يوافق على البيلرباي ، أو بالأحرى يقبل اقتراح الرياس ، بحكم أن الجزائر إيالة تابعة للدولة العثمانية .
– كانت روابط رياس البحر بالسلطان العثماني روابط قوية ، يتولون تنفيذ أوامره و تعليماته ، و حكم بعضهم لفترات طويلة .
– امتاز بعضهم بالقدرة و الكفاءة فنقلوا إلى الأستانة بطلب من السلطان ليتولوا مناصب هامة في الدول مثل قبطان باشا ( وزير الحربية ) ، أمثال خير الدين و حسن أغا و علج علي 
– ركز معظمهم في أعمالهم على مواجهة المسيحيين خاصة الاسبان في البحر المتوسط و تصفية جيوبهم في بعض المناطق الداخلية و الموانئ ، و قدموا يد المساعدة لمسلمي الأندلس الفارين من بطش المسيحيين ، و بذلوا جهودا كبيرة في هذا المجال .
– معظمهم امتازوا بالشخصية و السلطة و النفوذ ، ما أتاح لهم فرصة السيطرة على مناطق خارج الجزائر مثل تونس و طرابلس الغرب ( ليبيا ) ، فبحكم تعيينهم بفرمان ( مرسوم ) من طرف السلطان تولوا تعيين باشاوات في تونس و طرابلس الغرب .
– نجح معظمهم في إدارة مختلف جبهات الصراع الخارجية ضد اسبانيا مثلا و الداخلية كمعارضة ابن القاضي و بعض أعيان الجزائر لسلطتهم ، و لعل اشهر هءلاء البيلربايات خير الدين و ابنه حسن باشا و صالح رايس و علج علي و حسن فنزيانو ... 
– أبرز نجاح لبيلربايات هذا العهد أنهم وحّدوا الجزائر تحت سلطة واحدة ، و تحقيق الوحدة السياسية و الترابية ، لأن معظمهم اهتم بمد نفوذه و سيطرته على كل الجهات من الجزائر ، و قضوا على كل المؤامرات و السلطات المناوئة لحكمهم ، مثل الدولة الزيانية بتلمسان ، و الحفصية بقسنطينة و عنابة ، و إمارة جبل كوكو بالقبائل 
و يعتبر البيلرباي صالح رايس بطل تحقيق هذه الوحدة السياسية و الترابية للجزائر ، فهو الذي مد نفوذ الأتراك حتى وصلت إلى الواحات بالجنوب و فرضت الطاعة بالقوة .

ليست هناك تعليقات